خطر السلطة المتهورة 





السلطة الجزائرية تتهم الأحزاب السياسية المعتمدة رسميا من قبل مؤسسات 

الدولة الجزائرية ، و التي تنشط في إطار قانوني و تنادي بالتغيير السلمي ،

بأنها عميلة و متآمرة ،و تهدد الأمن الوطني و تتوعدها بالضرب بيد من حديد ،

لكن في نفس الوقت نفس هذه السلطة الحاكمة ممثلة في وزارة الداخلية منحت 

قبل ايام ترخيص لعقد المؤتمر التاسيسي لحزب الطلائع ،

بقيادة بن فليس غريم الرئيس في انخابات 16 افريل ،

بن فليس الذي اتهم اثناء الحملة الانتخابية بمحاولة زرع الفوضى و ادخال البلاد ،

في النفق المظلم ، و وجهت له اتهامات بتهديده للولاة و للمسؤولين بابنائهم ، 

و وصل الأمر الى حد خروج الرئيس علينا عشية الانتخابات الرئاسية

و هو يستقبل وزير الخارجية الاسباني ليتهمه بصريح العبارة "بتهديد الولاة و رؤساء 

الدوائر بالانتقام " ،

دون ان ننسى ما حدث في بعض القنوات في الساعات الاخيرة ، حيث تحول الامر 

الى حملة ممنهجة خلقت جو مشحون ، خاصة عندما تم بث شبه اعترافات لانصار 

بن فليس وهم يروون كيف تلقوا اموالا للقيام بالتخريب و الفوضى ،

السؤال المطروح الآن و بقوة ... !!!

كيف يمكن منح اعتماد لتاسيس حزب سياسي لرجل تم اتهامه قبل شهور فقط 

بانه عنصر مخرب و فوضوي ؟؟؟

بل كيف يمكن منح ترخيص لانشاء حزب سياسي لشخصية تنتمي لتنسيقية 

الانتقال الديموقراطي المتهمة بالتعامل مع الايادي الخارجية ، وتعتبر شخصية

محورية في المعارضة ، و في نفس الوقت يهاجمها رئيس الجمهورية في الخطاب 

المنسوب اليه بمناسبة عيد النصر ،

في الحقيقة ما يجري الآن من تخبط في بيت الموالات ، و كل هذه الخطابات 

التخوينية - غير الحكيمة - من أعلى هرم السلطة تدل على إفلاس النظام نهائيا ،

فهل تريد السلطة أن تتبنى المعارضة نفس نظرة الرئيس و النظام الحاكم ،

في إطار حكمة لا أريكم إلا ما أرى !!!

أو تريد منها أن تبقى في المكاتب و لا تتفاعل مع ما يجري في الساحة الوطنية ،

الأمر أصبح ينذر بحدوث إنفجار لا يحمد عقباه ، فتخوين من يمثل الجناح المعتدل 

في التغيير السلمي و الانتقال الديموقراطي للانظمة الحاكمة ، 

قد يفتح المجال على مصراعيه للافكار المتطرفة التي لا تؤمن الا بالرصاص كوسيلة 

وحيدة للتداول على السلطة ،

اللهم إحمي الوطن .

إرسال تعليق

 
Top