اعدموا قادة حماس
المؤكد أن
إسرائيل لا تريد دخول التاريخ بعباءة الرذائل منفردة، فقد اصطحبت معها من تمكنت من
إيقاعهم في شِبَاك غرامها، وأوهمتهم أن دخول بوابات العالم يأتي عبر دخول بوابتها،
بعد الانتظار أمام سفاراتها للحصول على الاعتماد الرسمي . لقد استطاعت إسرائيل أن ترسم لنفسها هالة كبيرة بأنها
واحة خضراء، تنبت ديمقراطية من بين رمالها، ولديها قدرة خارقة على تصميم الفضائل ،
ولا تأتيها النقائص من بين يديها ولا من خلفها، وأنها نموذج فريد من نوعه في العلم
والأدب والأخلاق يجب الاقتداء به، وتعميمه لكل سكان الأرض، ولا يستطيع أي احد
العيش بدونه، وكل ما يجب على الإنسان أن يفعله أمام هذه الواحة، هو الانبهار
باللوحات الجمالية الطبيعية، والتمتع بالنظر إليها، والاهتداء بأشعتها الساطعة من
بين ثنايا الأزهار. هذه الهالة
ما كانت لترسم في وجدان أصحاب المريضة، إلا لأنهم عاجزون عن فهم طبيعة هذه الدولة
المارقة التي بنيت على دماء الرجال والأطفال والنساء العرب والمسلمين ،أو إنهم
يمتنعون عن فهم هذه الحقيقة. وكل يوم
يطالعنا بعض من ينتسبون للعروبة والإسلام زورا وبهتانا، فنراهم يقذفون المقاومة
بأبشع الأوصاف، وأنها هي المعتدية، ويعتبرون أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن
نفسها ، ولسان حالهم يقول اعدموا قادة حماس كي ننعم بحضن إسرائيل دون من يذكرنا
بفلسطين. هذه الفئة خذلت الأمة لدرجة أن وصل
الأمر بالناطق باسم جيش العدو للاستشهاد بآرائهم وكتاباتهم للتحريض ضد غزة
والمقاومة . لن اذكر
أسماء لان الكل يعرفهم فهم متنوعون ما بين كتاب وأدباء وسياسيين وإعلاميين ومثقفين
ينتشرون من المحيط إلى الخليج، لكنهم قلة مهما كثروا ، وسيأتي يوم يقذفهم الشعب
العربي إلى مزابل التاريخ فهو المكان الطبيعي لهم.
بخوش عمر
المهدي
إرسال تعليق