تعليق إضراب أعوان شركة الأمن و الحماية بمنطقة سكيكدة مع إمكانية الاستئناف
علق أعوان شركة الأمن والحماية بمنطقة سكيكدة الإضراب المفتوح عن العمل بعد مرور 65 يوما ، و الذي شنّه المطالبين بحقوقهم المشروعة التي هضمت طيلة عشرية كاملة أمام الملأ، مع إمكانية الإستئناف في أي وقت ، وهذا بعد عديد المعطيات والمستجدات التي ظهرت في الآونـة وكان لها الأثر الإيجابي في إذابة الجليد وكسر "الطابوهات" بين العمّال والأطراف المعنية بقضيتهم وهذا بفضل التدّخل الحكيم والإيجابي لوسطاء من أصحاب المنصب والسلطة ممن يتمتعون بالمصداقية ويحضون بالثقة لدى أعوان الأمن وعائلاتهم على حدّ السواء حسب ما جاء في البيان الذي تلقى موقع سيرتا كاب نسخة منه . وتبعا للوساطة التي رعاها السيّد والي سكيكدة بن حسين منذ عدّة أيام خلت والذي كان دوره حاسما في تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع بل وكان الضمانة الحقيقية بالنسبة لكافة العمّال قصد الموافقة على رفع الإضراب، ويضاف إلى ذلك التعهدّات والضمانات الشفوية التي منحها الرئيس المدير العام لشركة "سوناطراك" السيّد زرقين والذي كلّف نفسه عناء التنقلّ الشخصي لمدينة سكيكدة قصد إيجاد مخرج لهاته الأزمة التي طال أمدها ومسّت تداعياتها السلبية الجميع وبدون إستثناء بل وكان زرقين صريحا ومباشرا في كلامه حينما تعهّد بالتكفّل بكّل النقاط التي ستخرج بها المفاوضات بين ممثلي العمّال المؤهلين (من جميع جهات الوطن) وإدارة شركة الأمن والحماية المبرمجة مع بداية الأسبوع القادم ـ بحول الله ـ وهي النتائج التي ستشكّل تحوّلا كبيرا في المسار " السوسيو مهني" للعمّال ومن خلفهم أسرهم وعائلاتهم. ورغم طول المدّة التي عرفها إضراب أعوان الأمن والحماية بمنطقة سكيكدة والذي تعدّى صداه المستوى الوطني وكان طيلة أسابع مادة دسمة لوسائل الإعلام الوطنية وحتّى الدولية بل وصار يتصدّر أحاديث الشارع السكيكدي وصار من يوميات المواطن السكيكدي وكافة السلطات المحلية والمركزية، كما أنّ قبّة البرلمان بشارع زيغود يوسف شهدت تدّخلات لعدد من البرلمانيين الذي طرحوا قضيّتنا أمام عدسات الكاميرات ووجهوا مساءلات مباشرة لأعضاء الحكومة ورئيسها السيّد عبد المالك سلاّل؛ فلقد جاءت خطوة العمّال وممثليهم كمبادرة وتأكيد مهم على كونهم من دعاة الحوار والتفاوض الجدّي المبني على الإحترام المتبادل رغم الشروط المفروضة والتي كانت "ثقيلة" على العمّال غير أنّ روح المسؤولية لديهم وإيمانهم بقضيتهم جعلتهم يمنحون الضوء الأخضر لرفع الإضراب والجلوس إلى طاولة المفاوضات رغم الظروف السيّئة التي يعيشونها وهم على أبواب دخول الشهر الفضيل، مع إعتقادهم الراسخ أنّهم يملكون الطاقة والقوّة اللازمة لإعادة الكرّة من جديد والعودة للإضراب في حال عدم وفاء كافة الأطراف المعنية بالوعود والتعهدّات التي تمّ إطلاقها ومنحها لممثلي العمّال. كما أنّ الموضوعية تفرض علينا أنّ نشيد بعدد من الشخصيات والهيئات التي ساهمت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في إيجاد مخرج للأزمة الحالية وتقريب وجهات النظر والجلوس إلى طاولة المفاوضات، حيث أننا لن نكل ونمّل في تثمين الدور الهام والحاسم للسيّد الوالي بن حسين في تحديد قرارنا بتعليق الإضراب وكذلك الرئيس المدير العام لشركة "سوناطراك" السيّد زرقين؛ كما يستحق البرلماني والنقابي المرموق السيّد زعير السعيد كلّ الثناء والإشادة بالدور الفعّال الذي لعبه في إقناع العمّال وممثليهم في قبول مقترحات الإدارة وكافة الوسطاء الآخرين واضعا "كلمته" في المزاد كضامن لكلّ ما سيكون وستؤول إليه المفاوضات وكذلك تبعات تعليق الإضراب، كما لا ننسى دور مفتشية العمل لولاية سكيكدة ممثلة في مديرها السيّد شريبط والمدير العام لشركة "دريك" السيّد جمعي عبد الحفيظ الذي إستضاف وبكل كرم جلسات المفاوضات الأوّلية التي أفضت إلى القرار النهائي بتعليق الإضراب. كما لا ننسى أن "نرفع القبعة" لكافة المصالح الأمنيـة التي سايرت طيلة ال65 يوما التي دام خلالها إضرابنا المشروع عن العمل، من خلال نظرتها الحكيمة والموّفقة في تسيير جميع المواقف وسعة صدرها لكلّ الأحداث والمستجدات التي عرفها تواجدنا بالمدخل رقم 03 للمنطقة الصناعية بل وكانت عينا وحماية لنا من كلّ المؤثرات الخارجية، وتستحق كذلك كلّ الأطراف التي راسلناها ورجال الجزائر على مستوى العاصمة وفي جميع مراكز القرار وبدون إستثناء أن تنال كلّ الشكر والعرفان للمجهودات التي بذلوها ـ حتّى إن لم نعلمها ـ من أجل إيصال قضيّتنا إلى أصحاب الحلّ والربط بل ودافعوا عنها نيابة عنّا، وفي نفس السياق نبعث بكلّ تحياتنا لجميع وسائل الإعلام المكتوبة، المسموعة والمرئية التي كانت ولازالت داعمة لقضيّتنا وكانت لنا السند القوّي في نضالنا الذي لم ولن ينته إلاّ بحصول العمّال على حقوقهم كاملة غير منقوصة. وقبل الختام نوّد أن نضع الجمع في الصورة الحقيقية لما وصلت إليه قضيّتنا، حيث أنّ إضرابنا قد تمّ تعليقه بضمان من أعلى السلطات والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الإدارة الحالية للشركة قصد الوصول إلى أرضية إتفاق تضمن الحصول على كافة حقوق العمّال المهضومة، مع الإحتفاظ بحقّ العودة إلى الإضراب من جديد في حال تمّلص أي طرف كان من تعهدّاته والوعود التي قدّمها ولم تتحسن الظروف الإجتماعية والمهنية في القريب العاجل وبالأخص فيما يتعلق بالأجرة الشهرية والمنح القانونية والخدمات الإجتماعيــة. كما نشيد بالدور المفصلي الذي لعبه أعوان الأمن لمنطقة سكيكدة والذين لولاهم لما وصلت قضيّتنا إلى المستوى الحالي من النجاحات ـ رغم نكران البعض ـ حيث كانوا على كلمة رجل واحد وقلب رجل واحد طيلة أيام الإضراب بل وأعطوا مثالا للتضحية والتضامن للجميع بمدينة سكيكدة وبقية المناطق الأخرى حيث إقتسموا رغيف الخبز بينهم في أحلك الأيام وآثروا زملائهم على أنفسهم في تقسيم الدنانير القليلة التي تمكنوا من جلبها من هنا وهناك، كما نال العمّال الإشادة من الجميع بفضل روح المسؤولية والإلتزام الذين إتصفوا به خلال الإضراب ووقفوا سدّا منيعا أمام كلّ محولات المساس بالنظام العام (خلال أيام الإنتخابات الرئاسية) أو إستغلال المواعيد الهامة لبث الفوضى (الأعياد الوطنية، الإمتحانات الرسمية..)، كما أنّ الجميع إفترق وعكس كلّ التكهنات حين رفع الإضراب على البقاء موّحدين وجاهزين لكلّ التحدّيات القادمة التي قد يحملها المستقبل بشعار "رانا قــدّهــا وقدود "
مراسل سكيكدة
إرسال تعليق