هل للــــعرب ربيـــع؟
قادتني نتائج الانتخابات المصرية
الأخيرة إلى العودة مرة أخرى بعد مرات لم يعد بإمكاني عدها لمراجعة مصطلح "
الربيع العربي " ،هذا المصطلح الذي جفف أقلام المفكرين العرب وتوًه
بانحرافاته أفكارهم التي أوصلتنا إلى غثيان فكري من تحليلات وتفاصيل ما بين الشكر
والذم . ونحن نشاهد هذا
" الزهايمر" المبكر في الفكر، والذي لم يصل ولن يصل إلى أي نتيجة تسقط
أمالنا كتساقط أوراق الخريف بعد أن قاومت رياح التشاؤم طيلة سنوات.
نحن لم نصل لنقطة النهاية ولم نعد
لنقطة البداية لهذا الربيع، ولم نفهم أي شتاء هذا الذي ولد منه هذا الربيع ألم يكن
الشتاء أرحم. صحيح المشهد
إختفى منه طغاة استعبدوا البلاد والعباد، وقتلوا الاقتصاد في المهاد بالتأسيس
للفساد وجاء الربيع بعد صبر و جهاد، مرير هو الجهاد لكنه نجح في إخفاء بعض وجوه
الإستبداد فسلمنا انفسنا للأحلام لتفزعنا بعدها كوابيس حملتها أزهار هذا الربيع،
فليبيا استبدلت مستعبدها بخفافيش تعبث بمصيرها و وحدتها، وطلة على نافذة أم
الأمصار لن تسر كثيرا فرئيس منتخب بنسبة مشاركة لم تتجاوز 47 % من
الناخبين وبسحب أصوات منافسه يتوضح بجلاء حجم الشرعية المسروقة بدعم إعلامي شرس
تكفل بالقول أن المصريين أخطئوا في اختيارهم الديمقراطي سابقا وعليهم مراجعة خطأهم
، ما يعني أن المصريين لا يزالون بعيدين عن تحقيق أهدافهم وإن اعتقد الكثير منهم
أنهم في "السكة" الصحيحة. وحال
سوريا التي أٌدخلت الى المروج الحمراء لربيع العرب، رغبة من بعض العرب لا يحمل
بوادر أمل قريب بانتهاء نزاع دفع الشعب السوري ثمنه غاليا، وكذا البنية التحتية
لهذا البلد ما أفقده الكثير من ذاك البريق الذي يميزه . لنبقى
نتأمل من مهاد الربيع بأن تشهد نقلة نوعية نحو الديمقراطية والتطور تنسينا خيبات
ربيع إما استثنانا أو كان استثنائيا بأن حمل لنا دمارا وموتا، أتى على كل ما هو
جميل لأننا ببساطة ندفع ثمن تربص أولي القرار فينا ببغضهم البعض لدرجة وأن حولوا
جامعتهم الى ساحة للفرض زعامتهم عليها، يتبادلون شتائم خلال اجتماعاتهم ويفترقون
على قلوب تملأها الأحقاد والذغائن. لا
..لا هذا ليس ربيعنا هي عاصفة جديدة وقاسية في هذا الشتاء السيبيري الطويل، سيتبعه
حتما الربيع..... لا مفر له منا.
بقلم / شهرزاد حبشي
إرسال تعليق