سلسلة " غياهب السلطة " للصحفي المتألق منير بلهولة 

جنرالاتنا وجنرالاتهم

غياب العدالة الاجتماعية في المجتمع الجزائري


    لابد و أن أول شيء ستقوله في نفسك, كيف لهذا المجنون أن يمس أشباه الآلهة في الجزائر بسوء؟ لكن كثرة السكوت تعلمنا التنازل على أبسط الحقوق لست أحرض على ثورة شعبية ولا على احتجاجات عارمة لكني أخاطب فيكم نخوة أجدادكم و أخاطب في أشباه الآلهة نخوة الرجولة كيف لكم أن تحكموا أحرارا بقبضة من حديد .
بكل بساطة الفرق بين جنرالات الغرب وجنرالاتنا هو أن جنرالاتهم رجال عسكر يعملون على التضحية بالغالي والنفيس من أجل الوطن و الدفاع عن أرضهم بشراسة بل وحتى ضرب الغير في ديارهم كل هذا لتبقى بلدانهم في أمن و أمان
أما جنرالاتنا هم عبارة عن مجموعة "بزانسية" يعملون على إعمار جيوبهم وإفراغ خزينة الدولة فلو نأتي إلى المنتوج الوطني مثلا نجد أن صاحب مؤسسة إنتاج الطمام جنرال و صاحب مؤسسة إنتاج المشروبات الغازية جنرال و الجرائد المحلية جل ملاكها جنرالات و ...و....و إلى آخره لكن سؤالي هو إلى متى ؟
إلى متى يبقى المواطن البسيط بسيط و إلى متى يبقى الجنرال نصف إله و إلى متى تلثم أفواه الصحافيين للكلام على الجنرالات؟
ألا يخطئ الجنرال مثلا؟ أو أن أخطائهم يشفع لها رسول الله؟ مع أنه ما قرأناه عن النبي الأعظم أنه كل من يخطئ يجزى على خطيئته يتلعثم لساني و أنا أكتب لأني أحس نفسي أسب في شيء مقدس لكني عزيزي القارئ لم أسب أحد و لم أتعدى على أحد و إنما تكلمت بكل حرية عن موضوع لا تستطيع صحافتنا المربوطة التكلم عنه موضوع لست أتمتع بالحرية و لكني أريد تحرير العقول لست أتباهى بتكسيري الطابوهات و لكني أحلم ببلاد الديموقراطية أحلم بجنرال يحميني و يعيش حياتي و يدرس معي ابن جنرال في نفس مكاني وبجانبي و يجتاز الإمتحان مثلي ولما يمرض يعالج في المستشفى الحكومي و حينما يكمل دراسته يذهب وبفرص متساوية معي للبحث عن عمل و بعد كل هذا يحق له أن يتمتع بمال أبيه كيفما شاء فلست "قسام الأرزاق" حتى أمنع عنه ذلك.
عزيزي القارئ ألا ترى كل هذا مما قلته عادلا بليعتبر العدل بعينه فلا تبخل علينا بتذخلك من أسفل لنبين لهم أن عصر الغمايض ذهب وولى و حان وقت الكلمة المحرمة في الجزائر "من أين لك هذا"

                                بقلم  منير بلهولة 

إرسال تعليق

 
Top