ماذا لو عدنا 40 سنة إلى الخلف 

جيل الامس و جيل الغد و الفرق في العقليات


وأنت تسير في شوارع مدينة تعشق ماضيها....معالمها تسرد حكايات ماض ساحر لم يشأ ان يحدث في  مكان غير " قسنطينة " ....غير سحر الماضي الذي يثقل كاهل المستقبل ويحمله ما لا يطيق ..مدينة لجسور تحكي تاريخها وتؤسس لمستقبل واعد يليق بها .
 و انا أمشي بأحد الشوارع  بين الصخور والبيوت العتيقة لامست جدار صامدا لأتحسس عمره، فكرت في القصص التي كان شاهدا عليها وفي الأحداث التي يحتفظ لها بذكريات.
 لم أشأ  العودة إلى ميلاده أو طفولته أردت فقط أن أعرف كيف كان حال هذا الجدار قبل 40 سنة كيف كان حال الناس المارين بقربه أو المتكئين عليه في بداية سبعينيات القرن الماضي وأنا التي هامت بذاك الزمن رغم إني كنت في حكم المؤجل وقته، همت به لكثرة المحاسن التي سردت عنه من قبل من عايشوه لمجرد الحنين الذي تذرفه عيون الناس حينما يسألون عنه لمجرد تلك القلوب المفعمة بالأمل بعد أن أراحها استعادة الوطن، لمجرد عبير الحرية وأريجها القوي آنذاك و من أجل شعب ثقافته الأخوة والاحترام.
كان وطن في طفولة مبكرة جدا شعبه يملأه الأمل والإيمان و الأمان.
 يتطلعون لرؤيته يكبر و يقوى لينتزع مكانة لائقة بين الأمم .. كلهم أمل بالعيش بسلام .. بالتنقل دون تهديد كان الجميع متساوون في نظره... وطن كان لا يكتفي بتقدير الكفاءات فقط بل يبحث عنها...لهذا أنا متخاصمة مع زمني لا أريد أن أعود إليه بعد أن قلبت مواجعي بعد أن فتحت دفتر أحزاني المخطوط بالأحمر ، خطوط تشفيرها ليس بالصعب لأنها واضحة فهي تشير إلى أنه لا مكانة للكفاءة فالنجاح يرتبط بمعايير من نوع خاص يعلمها القاسي والداني... لا أمان في الحياة فالخوف سلبه المكان و اصر على ان يتواجد في كل زوايا هذا الوطن...تسيدت الجريمة فحتى براءة الأطفال لم تعد تردع أسيادها ..  لا إخلاص في العمل ولا وفاء في الدراسة ، وطن اصبح يصدر نوابغه لدول أخرى مع انه الاكثر احتياجا لها ... وطنا لشعب ملأه الإحباط واليأس فبرع في ابتكار طرق متعددة للانتحار في الجو والبر والبحر  .  
   
بقلم / شهرزاد حبشي
   

إرسال تعليق

 
Top