جبهات المعارضة تستل المواقع بدل السيف و الدولة لا تعير إهتماما للعالم الإفتراضي 

العالم الافتراضي  والدولة  الجزائرية


تبنت الفضاءات الإلكترونية الكثير من أدوار المعارضة في الجزائر، وأصبح لها مواقف وأنصار ومناضلين شباب على شبكات التواصل الاجتماعي، ميّزها السقف غير المحدود للحرية في انتقاد الوضع، إلا أن تأثيرها يظل محدودا في الشارع. يمثل الفضاء الإلكتروني إحدى المساحات الأساسية والواسعة التي تستوعب النشطاء السياسيين والحقوقيين وعموم المعارضين في العالم العربي على اختلاف أفكارهم وانتماءاتهم، ويكاد يكون المتنفس الوحيد للمعارضة للتنسيق والتنظيم البعيد عن قيود الرقابة التي تمارسها الأجهزة الأمنية، في معظم الأرجاء المعمورة. وتلجأ المعارضة الجزائرية إلى الفضاء الإلكتروني كلما أشتد عليها التضييق من طرف السلطة في عقد الاجتماعات واللقاءات الحوارية مع المواطنين لترويج مواقفها وأفكارها التي تتعرض للحجر والحذف أو التشويه من طرف الحكومة أو المؤسسات الإعلامية الموالية لها، وهو ما حدث مع القوى السياسية المقاطعة للانتخابات الرئاسية الماضية، فبعد أن تم التضييق على حملة مقاطعتهم لجأت إلى الفضاء الالكتروني لنشر بياناتها وتوضيح مواقفها عبر الرسائل الإلكترونية والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، كما عمل شباب هذه الأحزاب على إقامة منصات حوارية على مواقعهم الإلكترونية لإقناع روادها بالمقاطعة. أكبر تجمع للجزائريين وتعد المعارضة الإلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي إحدى الظواهر الجديدة في الساحة السياسية الجزائرية والتي استقطبت الشباب غير المنتمي للأحزاب السياسية. وأزداد عدد المنخرطين فيها مع ثورات الربيع العربي والتي كان لنشطاء شبكات التواصل الاجتماعي الدور البارز في قيادتها وتحديد إطارها. وبالرغم من محدودية انتشار الانترنت في كل مناطق البلاد وضعف سرعة التدفق، إلا أن عدد المشتركين في شبكات التواصل الاجتماعي والمتعاطين مع القضايا العامة في ازدياد مستمر، حيث بلغ عدد المشتركين في الفايسبوك مثلا 4 مليون مشارك بنسبة تزيد عن 11 بالمائة من عدد السكان، وهي تحتل بذلك المرتبة 14 عربيا. ويمكن القول بإن الفايسبوك هو أكبر تجمع يلتقي فيه الجزائريون، ويناقشون فيه أوضاع بلادهم. ويعتبر أغلب هؤلاء المشتركين بأن الفايسبوك هو مصدرهم الأساسي للأخبار المتعلقة بالجزائر، وهو المصدر الأكثر سرعة ومصداقية في ذلك، حيث تطورت في خضم السنوات الماضية ما يعرف بصحافة المواطن، التي شكلت صوت الشارع الأقوى من كل قوى المعارضة والسلطة، وأضحى مصدر هام لأخبار الصحف والقنوات التلفزيونية. المعارضة ..لا الخراب ويغذي الحراك السياسي الجزائري منذ الانتخابات التشريعية في أيار/مايو 2012 والانتخابات الرئاسية في / أفريل 2014 بالعديد من الصفحات الإلكترونية المعارضة للنظام، سواء في شكل مواقع خاصة لبعض الأفراد والمجموعات، أو صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "راديو طروطوار"(راديو الرصيف)، 1،2،3" فيفا لالجيري"،و"المنظمة الوطنية للشياتين" وغيرها، وجميعها تعج بالفيديوهات والبوستات المعارضة للسلطة الحاكمة وناقدة لسياساتها، دون الدعوة للعنف أو استنساخ النموذج السوري أو الليبي. وتلامس المعارضة الإلكترونية الجوانب المختلفة لحياة المواطن البسيط. ولا تكتفي هذه الفضاءات الإلكترونية على انتقاد الوضع ونقل الأخبار المختلفة، بل تفتح أيضا المجال لمناقشة الأفكار والأطروحات المرتبطة بالمسائل المعروضة. وتعتبر حركة بركات (كفاية بالعامية الجزائرية)، نموذج لحركة شبابية في الشارع شكلت تتويجا لمسار النقاشات التي سبقت ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة. وتعد الصفحة الإلكترونية الناطقة باسمها من أبرز الصفحات على موقع الفايسبوك وتلقى متابعة واسعة من طرف الشباب الجزائري. وتستغل الفضاء الإلكتروني كمجالها الأول لإبداء مواقفها وبياناتها إزاء ما يحدث في الجزائر، بعد أن تم التضييق علي نشطائها في الشارع وتشويه صورتهم في وسائل الإعلام الموالية للسلطة.


بقلم : عمر مهدي بخوش  

إرسال تعليق

 
Top