إلى أن نلتقي
هاهم الساسة يعودون هذا الأسبوع يعودون
بتصريحات متباينة و كأن كل واحد منهم من كوكب رغم أنهم كانوا منذ فترة ينتمون
جميعهم لحزب المصفقين بلا ملل.
الأحزاب على مختلف توجهاتها البطنية من أصحاب
الكاسكروت مرورا بأصحاب الخرفان وصولا عند شاربي النفط اجتمعت على توقيت التحرك و
سرعة التطبيل بل واتفقوا فيما يشبه عرس اللئام على الصراخ و العويل حول مواضيع
أصبح يعرفها القاصي و الداني بل ويعلمها بوابو السفارات الأجنبية التي لا يحرجهم
شرب القهاوي معهم في أحياء كانوا بالأمس يصفون سكانها ببقايا فرنسا و غيرها و تسجيلات
اليتيمة التي أصبحت تستقبلهم خير شاهد إن لم تفقد كما فقد هؤلاء ذاكرتهم و معها
أشياء كثيرة .
إن الشعب الجزائري الذي أصبح يعرف هاته
الزواحف التي تتميز بمقدرة مذهلة على التأقلم ولو استطاع لقضى على وجودها الذي
لازال ينشر طاعونه الفكري أينما حل و ارتحل قد أصبح يفضل الكرة ولاعبيها على تواضع
مستواهم لأنهم أهل مهنة على متطفلين فكريين و عقائديين أصبحوا يضنون أن شعبا
بأكمله أغبي منهم وهذا ما يجب أن تسجل له براءة اختراع.
إن الصحافة في هذه الأيام ليست هي من يجب أن
تصمت و تخرس بل هاته الأصوات النشاز التي يجب أن تستسمحنا عذرا لو أرادت الكلام و
التي على مسؤلينا و مسؤليهم أن يقرؤا نصوصهم لترجمتها و تهذيبها ومنع الصغار و
الشباب ممن يأمل في صلاحهم و لم يمسسهم فيروس الاستوزار وحمى المزلش و هذيان
الكوطة و ألم العهدة من الاستماع لها و رقيتهم إن هم فعلوا.
أود أن تتاح لي فرصة واحدة حتى أسأل معمما أو
مكستما ألا يستحي؟ ألا يحس نفسه أضحوكة؟ ألا يرى في نظرات الشعب ألف تعجب ومليون
حسرة؟
أود أن أقول الكثير من الأشياء لهؤلاء لكني
أخاف أن أنحدر لدرك لست أعرفه و هم وحدهم من ألف الغوص و الاستمرار في الغوص رغم
ظلمة المكان. لكن هل سمو يوما حتى يدركوا أصلا أنهم ينحدرون؟ و هل كانوا يوما
مبصرين حتى يبحثوا عن نور الحقيقة ؟
سأحاول من اليوم أن أتابع مسلسلا هنديا فهو إن لم يقنع لا يبكي تابعونا إلى
أن نلتقي.
ب.كريم
إرسال تعليق