الاستثمار في أفريقيا والشراكة الاقتصادية مع الجزائر أهم أهداف أول زيارة خارجية رسمية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر اليوم.



وكان الرئيس أردوغان زار الجزائر العام الماضي عندما كان رئيسا للوزراء، وتمت اتفاقات اقتصادية هامة بين البلدين، رفعت من مستوى الاستثمار التركي بالجزائر، وتصدير الغاز الجزائري إلى تركيا.



هذه الزيارة الأولى لأردوغان خارج بلده كرئيس الجمهورية، وهو يحاكي زيارات الرئيس التركي الأسبق تربت أوزال الذي أضاف رجال الأعمال إلى الرسميين في الوفد المرافق له، للتعريف بالاقتصاد التركي، وأردوغان منذ حكم حزب العدالة والتنمية والوفد المرافق يضم أعمدة الاقتصاد التركي من رجال الأعمال، لإبرام اتفاقات وعقود مع نظرائهم في الدولة المضيفة.



بوابة أفريقيا

سبق للرئيس رجب طيب أردوغان أن زار مصر العام الماضي في نفس الفترة التي قام بها في جولة على دول المغرب العربي تونس والجزائر والمغرب، وهي دول مع مصر، تعتبر في السياسة التركية بوابات واسعة لدخول أفريقيا القارة العذراء، التي لم تستثمر ثرواتها الطبيعية بعد، لذا أصبحت أفريقيا قبلة الاستثمارات العالمية غير المألوفة مثل الصين وإيران والهند إلى جانب تنافس المستثمرين التقليديين في القارة السمراء، وهم المستعمرون سابقا، فرنسا وبريطانيا، يرون بمستعمراتهم السابقة حقًا مكتسبا لا تقبل للغرباء أن تطأها، لكن الاستثمارات الآسيوية انتشرت في أفريقيا خلال العشر سنوات الأخيرة.



وتركيا التي تعتبر هناك تاريخا مشتركا مع بعض الدول الأفريقية في عهد الإمبراطورية العثمانية دخلت أفريقيا منذ 2005، الذي كان "عام أفريقيا في تركيا"، الذي كان نقطة البدء لسياسة تركية انفتاحية نحو أفريقيا، وبعده تعضض الارتباط مع الدول الأفريقية، لتصبح تركيا شريكا مهما في التنمية والتجارة والاستثمار في أفريقيا.



العمل الإنساني

يقول وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في مقال نشرته جريدة الخبر الجزائرية عشية زيارة أردوغان اليوم: نقوم بكل ما بوسعنا لندعم بفعالية الجهود التي يبذلها الاتحاد الأفريقي والدول الأفريقية لتحقيق السلام الدائم والديمقراطية الحقيقية والتنمية المستدامة والرفاه للجميع، وتستضيف تركيا القمة العالمية للعمل الإنساني عام 2016، نظرا لمكانة تركيا في العمل الإنساني، فقد احتلت المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، واحتلت المرتبة الأولى في المساعدات التنموية مقارنة مع ناتجها المحلي الإجمالي، لهذا كله سوف تستضيف "القمة العالمية للعمل الإنساني"، عرفانًا بدور تركيا الذي لعبته في هذا المجال.



وتركيا التي انتهجت سياسة الانفتاح على القارة السمراء أطلقت عام 2013 سياسة الشراكة التركية الأفريقية تحت شعار "القضايا الأفريقية تتطلب حلولاً أفريقية"، وتطبيقا لهذا الانفتاح بالشراكة ستشهد مالابو عاصمة غينيا الاستوائية "قمة الشراكة التركية الأفريقية" خلال الفترة من 19 حتى 21 نوفمبر الجاري، تحت عنوان "نموذج جديد للشراكة من أجل تعزيز التنمية المستدامة والتكامل الأفريقي".



سيتمخض عن القمة حسب وزير الخارجية التركي أوغلو "اتفاق على معالم الشراكة والأهداف الجديدة في إطار تعاون لمصلحة الجانبين"، وأضاف أوغلو: "سنعتمد وثيقتين خلال هذه القمة، الأولى هي الإعلان والأخرى هي خطة التنفيذ المشتركة القادمة للأعوام ما بين 2015 و2018، كجزء من سياسة الشراكة الجديدة، سنعتمد توجهًا متعدد الطبقات في أفريقيا".



هذا التوجه التركي نحو القارة الأفريقية الأفقر بالعالم من حيث مستوى المعيشة والأكثر تخلفا اقتصاديا، وأنهكتها الحروب البينية، تجعل تركيا التي حققت نموا يربو عن 11% العام الماضي 2013 أن تنفقه استثمارات في قارة بكر، يتسابق المستثمرون عليها.



منافسة أوروبا وأمريكا

لن يكون دخول تركيا سهلا على أفريقيا وسط منافسين كبار من أوروبا وآسيا وأمريكا مالم يكن لها ظهير تعتمد عليه، لذا اعتمدت من جهة مع الاتحاد الأفريقي كمنظمة إقليمية للقارة، ومن جهة أخرى على دول لها ثقلها في هذا الاتحاد "مصر والجزائر".

ويرى مراقبون أن زيارة أردوغان وافرة بمشاريع الاستثمار داخل الجزائر وخارجها، وحتى استثمارات مشتركة مع الجزائر في أفريقيا.

زيارة أردوغان الرئيس واعدة أكثر من زيارته رئيس الوزراء على أهميتها، فقد فتحت العام الماضي مسارات اقتصادية وسياحية بين الجزائر وتركيا بعد إلغاء التأشيرة مع الجزائر، والمتوقع من زيارة اليوم أن ترفع مستوى الاستثمار التركي بالجزائر، ويطرح الطرفان قضايا مشتركة: الإرهاب، وما يجري في العالم العربي.
ن.ع

إرسال تعليق

 
Top