رواق الصحفية المتألقة " شهرزاد حبشي " يعود بعد غياب بعد أن توجع و تألم للقضية الفلسطينية 


القضية الفلسطينية و الصراعات الإقليمية


القضية الفلسطينية و الصراعات الإقليمية


لا نصــــــر قبل التـــــــــــــحرير لسنا جاحدين ولسنا خائنين لما نعتبرأن الفلسطينيين لم يحققوا نصر بعد ولن يحققوه مدام هذا المناخ السياسي قائم، و لسنا ممن يجحد حقيقة الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة الفلسطينية للعدو الصهيوني والتي أصابته في مقتل ولا ننكر النصر الميداني لرجال المقاومة البواسل. ربما نتائج المعارك الميدانية فاجأت العدو الصهيوني وداعميه والمهللين له من العربان وأفسدت عُدٌة الأمل والفرح التي كانوا يمنون أنفسهم بها في حال تحقق أمانيهم برؤية حماس وكل الفصائل الفلسطينية مكسورة مهزومة، لكن نحن لم نتفاجىء لأننا نعرف ما يعني سلب الأرض ما يعني ضياع الحق ما يعني أن يحول الاحتلال إلى استقلال ما يعني أن يحول المقاوم إلى إرهابي وفلاقة ومخربين، والأمر من ذلك خيانة الشقيق لتكون سندا يضاف لاتحاد العالم بأسره إلى جانب الظالم والمغتصب ما خلق عزيمة قل نظيرها لدى رجال المقاومة ليحفروا الأرض ويشقونها بأيديهم الطاهرة يصنعون سلاحا بأيديهم ويطورونه ليصل إلى عمق فلسطين المحتلة ليقضع مضاجع بني صهيون . في كل حروب التحرير أو حروب المقاومة التي شهدها العالم كان النصر في معركة هو مقدمة لعملية التحرير ليبدأ أصحاب الحق يحصون انتصاراتهم في طريق بلوغ الهدف النهائي وهو تحرير الأرض مثلما حدث في الجزائر أو الفيتنام او جنوب لبنان ، لكن في فلسطين القاعدة تقول أن القاعدة تتغير مثلما يحدث حاليا في حرب غزة فالانتصار العسكري الجلي و الواضح في هاته المعركة وما سبقها لن يحسب نصرا مادامت القضية الفلسطينية رهينة الصراعات الإقليمية والداخلية لبعض الدول العربية، التي من المفروض أنها تلعب دور كبير في الحفاظ على مكتسبات المحققة من قبل بواسل المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني، ألا ينتبه هؤلاء أن سقوط المقاومة وغزة بشكل كامل سيفتح الشهية للكيان الصهيوني للتقدم نحو بقية الأراضي المقدسة أم هم يراهنون على اتفاقية سنة 1979 ألا يعلمون أن هذا الكيان ليس له عهدا. ربما اخطأت حماس بإعلان مواقفها فيما يخص التطورات الداخلية لبعض الدول العربية وكان عليها الوقوف على الحياد وعدم دخول لعبة الأحزاب لحاجتها للجميع، لكن ما يحدث حاليا من دعوات لقتل الفلسطينيين وتحايا لجيش الاحتلال لا يمكن أن يبرر ولا يمكن إلا اعتبار أن موقف حماس وانتماءها للتيار الاسلامي هي و بقية الفصائل كان مجرد شماعة لتبرير العمالة الواضحة والغير جديدة إنما كانت تحت الستار فقط فالعداء مع الاسلام السياسي ليس مبرر لمحاباة العدو، ولما لم تذهب الأنظمة التي أدارت حماس ظهرها لها إلى نفس ما ذهبوا إليه ؟ لا لن تفعل لانها جبلت على سياسة دعم المقاومة ورائدة لتيار الممانعة مهما قيل عنها. و لأننا ندرك أنه لولا تخلي منظمة التحرير الفلسطينية بعد رحيل الزعيم ياسر عرفات سنة 2004 عن الثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها الحق في مقاومة المحتل، لما مارست حماس السياسة لذا لا يمكن اعتبار حماس حزب سياسي فهي حركة تحررية ولا يمكن لها أن تكون غير ذلك لإبعادها عن الصراعات الاقليمية والداخلية التي أفرزت حاليا حرب المبادرات فبعد مبادرة مصرية رفضت لأنها لا تحقق حد أدنى من مطالب الشعب الفلسطيني ومبادرة قطرية وفق بعض التقارير الإعلامية وما نتج عنه من صراع لفرض وجهة النظر والنفوذ ، مما يؤكد أن القضية مازلت حبيسة حسابات الحلفاء والفرقاء الذين لم تردعهم صور آلالاف من الأطفال الذين قطعت أجسادهم ونساء مزقن تحت قصف الطائرات لذا ينبغي على رجال المقاومة قبل أن يخطوا خطواتهم في معارك الانتصار نحو التحرير الأكبر تحرير القضية من صراعات العرب ما الفائدة التي جنوها من العرب سوى ضياع القضية، فقد اثبتت المعركة الحالية قدرة الشعب الفلسطيني تحرير أرضه بنفسه ولو وقف العالم بأسره ضدهم.




الكاتبة و الصحفية المتألقة  " شهرزاد حبشي "

إرسال تعليق

 
Top