إسرائيليون وطنيون أكثر منا !


إسرائيليون وطنيون أكثر منا !


ترى بعض أشباه الجزائريين يدمون الجزائر و يسبون الجزائر دولة لا لشيء إلا لأن حكامها فاسدون تشمئز و يقف شعر رأسك وتصاب بالغثيان لأنك تدري أن أغلى الأوطان تدم من طرف أبناءها وطن مات من أجلها مليون و نصف مليون شهيد و طن كتب نشيده بدم و في زنزانة الظلم و الظالمين وطن عشنا فيه من أجلنا أجدادنا في الجبال و قصفوا بـ "النابالم" و ركبوا الحمير والبعير و أكلو خشاش الأرض من شدة الجوع وطن تمرغت فيه جداتنا في الوحل و روث البهائم من أجل شرفهن وطن بكت عليه 8 ماي دماء و صرخت فيه أول نوفمبر رصاصا و زغردت من أجله 5 جويلية فرحا.

إن العين لتدمع و القلب ليتمزق لما ترى اليوم جزائريون يرددون "ينعل بوها بلاد" من أبوها أليس الأمير عبد القادر رمز الشموخ و الدفاع أليس ابن باديس رمز الإسلام و النهضة الفكرية أليس أبوها ذلك الشيخ الطاعن في السن الذي مرت فوقه ذبابة فرنسا الغاشمة؟ نعم يا جزائري أنت من تقرأ هذا المقال أتعيب الحاكم أم البلد. أخطأ الجزائر أن يحكمها بقايا فرنسا؟ أم خطأ الجزائر أن تأتي أنت بفكرك "الفايسبوكي" وتسب أعظم بلاد عربية في العصر الحديث؟
اسرائيليون وطنيون أكثر منا مع تحفظي على اسم اسرائيليون لأنه لا وجود لدولة بهذا الاسم
لما ترى دولة مقرصنة كدولة الصهاينة و سكانها يفتخرون ببلدهم و يبكون لنشيد بلادهم و يتأثرون ويغتاظون لما تمس بلادهم بسوء تفهم أننا ابتعدنا عن الوطنية و أصبح مفهوم الوطنية عندنا مقابلة كرة قدم نبكي مع النشيد لما يدوي سماء البرازيل و نتأثر حتى يتوقف قلوبنا عن النبضان إبان المقابلة لتنتهي مسيرة وطنيتنا بخروج وهرولة في الطرقات و صراخ وعويل و قتل بعضنا في الإحتفالات ؟ أليس غريب ما أذكره باستهزاء ولكنها الحقيقة لأن لدى الإسرائيلي مفهوم دولة ليس منحصر في مباراة كرة قدم و إنما هو حرب كينونة وحرب فرض المبادئ و حرب استعطاف العالم لتوطيد قيام دولتهم الوهمية إنها دروس في الوطنية أخي الجزائري لا تقل لي حكامهم خير من حكامنا لأن رسولنا الأكرم قال :
 " كَـمَـا تَـكُـونُـوا يُـولَّـى عَـلَـيْـكُـم "
أي أن حكامنا منا فإذا كنا سارقين فسيكونون كذلك و إذا كانوا فاجرين فإن أغلبنا كذلك و إذا ما كانوا فاسدين فهو من مجتمعنا وهم بذرة نبتت في الجزائر.

وطنيتك تتجلى لما لا تتفل في الأرض و لما تتكلم مع الناس بأدب و لما لا ترمي في الأرض الفضلات و لما تساعد في بناء الجزائر وكل في منصبه من الدولة, لما تبين للعالم أننا مميزون في العلم و التربية و ليس في الجنون و الجري في الطريق لما يرانا العالم ونحن ننمو ونزرع أرضنا و نأكل مما نزرع ونلبس مما نحيك حين إذ تحرم على لسانك كلمة "ينعل بوها بلاد" وتصبح بلادي جوهرة العالم.



بقلم منير بلهولة

إرسال تعليق

 
Top