عين الفوارة معلم تاريخي ...أم صنم امرأة عارية ووصمة عار بالمدينة


سطيف عين الفوارة

 عين الفوارة ذلك المعلم الذي يتوسط قلب مدينة سطيف و الذي يستقطب المئات إن لم نقل الآلاف من الزوار يوميا، و الذي أصبح بمثابة نقطة مركزية يتحتم على زائر المدينة التبرك بها، و التمتع بمياهها العذبة، في الوقت الذي اعتبرها البعض الأخر وصمة عار بالمدينة على اعتبارها صنم لامرأة و مجردة من ثيابها.  هذا التمثال الذي يتوسط عاصمة الهضاب العليا، له جذور تمتد في القدم، وهو ما أعطاه هذا القيمة بين أوساط الجماهير من أهل المنطقة و زوارها على حد سواء، و هي العبارة التي أصر عليها العديد من الذين استجوبناهم في الموضوع، معتبرين بأن هذا التمثال هو معلم تاريخي، و أحد أهم معالم مدينة سطيف، فمن الجانب التاريخي،فقد تم بناء هذه النافورة عام ،1898 من طرف أحد النحاتين الفرنسيين و المدعو فرانسيس دو سانت فيدال، و قد اختلفت الروايات حول القصة الحقيقية لتشييد هذا المعلم، إلا أن الراجح بأن هذا التمثال هو تخليد لامرأة كان يعشقها أحد الحكام الفرنسيين و التي لم تكن من نصيبه، ما جعله يقوم باختطافها، و هو ما كسر قلب حبيبها الذي لم يكن أمامه هو الآخر، سوى تخليد صورتها وذكراها بإقامة تمثال لها يحتل وسط المدينة فوق هذا النبع المائي، هذا التمثال الذي أصبح في الوقت الراهن بمثابة معلم تاريخي هام، و لا يمكن لزائر المدينة إلا أن يزوره، على الأقل من باب العادة، حيث أول ما يسأل عنه العائد من مدينة سطيف، هو "هل زرت عين الفوارة و شربت من مائها" خاصة بعد تداول بعض الأساطير بأن شارب من مائها لا بد من العودة إليها، و إن شهرة هذا المعلم جعل الولاية تأخذ منها الاسم حتى أصبحت تسمى بمدينة عين الفوارة، هذا و قد أكد العديد من المواطنين بأن المعلم إزدااد شهرة، بد عملية التخريب الذي لحق به بعد عمل إرهابي، و الذي حطم بعض جوانبه هذا التخريب الذي خلف حزنا كبيرا بين كل من يعرف المكان، على الرغم بأنه قد تم ترميمه في أقل من 24 ساعة، و لعل هو الأمر الذي زاد من القاعدة الشعبية لهذا المعلم. و لكن و بعيدا عن الجانب التاريخي لهذا المعلم، يرى الكثير بأن هذا التمثال ما هو إلا وصمة عار بمدينة الهضاب العليا، حيث أنه عبارة عن صنم لامرأة تعرض مفاتنها على المباشر و بالمجان، و هو ما يثير اشمئزاز العديد من العائلات، سواء من أهل المنطقة أو زائريها، حيث أن عين الفوارة في الحقيقة على حد تعبيرهم، ما هي إلا تمثال لامرأة تعرض مفاتنها أما الزوار، وهو ما يخدش الحياء و يسيء لهذه المنطقة المحافظة، فيما ذهب بعض الأساتذة إلى أن بناء هذا التمثال وسط المدينة و بجوار أشهر المساجد، وهو مسجد العتيق ليس بالصدفة العابرة، فهو حسب بعض الأساتذة صورة من صور طمس الشخصية و الهوية العربية التي حاولت فرنسا بكل الطرق القضاء عليها في تلك الحقبة الزمنية، و لكن الأغرب أن هذه المؤامرة لا تزال مستمر إلى اليوم؟ حيث أن هذا التمثال يصور هذه المرأة الشقراء عارية باتجاه القبلة، و بجوار أشهر المساجد بهذه المدينة، بالإضافة إلى أن الشرب من مياهها، يستلزم الانحناء بصورة أشبه ما تكون بالركوع لهذا الصنم، و هو ما جعل العديد يتحاشى حتى الاعتماد على المسلك الذي تتربع عليه تجنبا لهذه الأمور السابقة الذكر، مؤكدين بأن كل هذه الأمور مقصودة و لم تكن من باب الصدفة ولكن و بين هذا و ذلك تبقى عين الفوارة شامخة بوسط المدينة، و أمام أعين العام و الخاص و بتغطية أمنية محكمة مزودة بكمرات مراقبة يقصدها يوميا الآلاف من الزوار، يشربون ماءها و يلتقطون صورا بجانبها، و بأعداد هائلة، إلى درجة أن أن ذلك قد لا يتاح للجميع، بفعل التوافد الكبيرأو الأعداد الهائلة من الزوار.


                                           ع .ح  مراسل سطيف

إرسال تعليق

 
Top