أين ذهبت أخلاقنا
إن الصيف و إن كان من أفضل الفصول في السنة
والذي ننتظره كل سنة من أجل أن تقام فيه الأفراح و أن نستريح فيه من عام كاملا من
العمل الشاق والمضني الكل كان ينتظر فصل الصيف بلهفة واشتياق ولكن أنا من بين الأشخاص
الدين أصبح الصيف من أكره الفصول لديه وذلك لما أصبح يصاحبه من انحلال خلقي وفساد
كبير فبمجرد أن تبدأ الحرارة في الارتفاع قليلا حتى ترى بناتنا كاسيات عاريات لا
يستر أجسادهن سوى بضع قطع من القماش وكدالك شبابنا تراهم وكانهم لم يرو بنت من قبل
يتكالبون على كل من يرونها أمامهم لا يراعون في ذلك أي حرمة وترى ايضا كل مساء
قوارير الخمر مرمية في كل مكان فلا تعرف حقا هل أنت في بلد الإسلام أم الإسلام فيه
غريب والله مشاهد يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان فتيان في مقتبل العمر تراهم
يتمايلون وكان بهم مس من الشيطان وبنات أيضا يتمايلن وكأنهن عارضات أزياء أما
المصيبة الكبرى فهي الأفراح والتي في أغلبها أصبحت تتحول إلى مأتم فلا يكاد أي فرح
يخلو من حادث مرور مؤسف يذهب ضحاياه بسبب التهور في القيادة تحث تاثير الخمر
وكدالك الشجارات المتكررة بين أصحاب الأفراح وكذلك الإزعاج الكبير الذي أصبحت
تخلفه هذه الأفراح بسبب الضوضاء الكبيرة والصوت المرتفع للاغاني المجاجنة التي تصل
إلى أغلب الأسر المحافظة والتي يستحي المرء حتى إلى الاستماع إليها وحده فما بالك
مع أبيه و أمه وزوجته و أخيه لا أعرف ما الذي أوصلنا إلى هدا الانحلال الخلقي
الكبير ولكنني أعرف أن بقاء أي امة مرتبط بشكل كبير بمحافظتها على قيمها وأخلاقها إنني
لدعو الله ونحن على أبواب رمضان المبارك ان يهدنا ويهدي شبابنا وشباتنا وان يجعلنا
ممن يستمعون الى القول ويتبعون أحسنه وكما قال الشاعر أحمد شوقي (إنما الأمم الأخلاق
ما بقيت إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبو )
الاستاذ علي مطمط
إرسال تعليق