المالوف القسنطيني
تعتبر قسنطينة رائدة بامتياز في فن المالوف وهو نوع من أنواع الموسيقى الاندلسية ،و المالوف كلمة تطلق على نوع من أنواع الموسيقى الأندلسية. كما أنها تطلق أيضا على الموسيقى الكلاسيكية بالمغرب العربي الكبير بشكليه الدنيوي والديني المتصل بالمدائح الدينية (الصوفية) وهي تختلف عن الموسيقى العربية الكلاسيكية التي تمارس في الشرق الأوسط و ذلك لأن النوبة العربية الأندلسية تختلف عن الوصلة العربية في شكلها و في طريقة الأداء. في الواقع هي وريثة للموسيقى التي كانت تمارس في اسبانيا قبل الفتح وكذلك للبربر في شمال افريقا(المغرب العربي الكبير) و التقليد الموسيقي العربي من بغداد في القرن التاسع و يمارس في قرطبة و غرناطة واشبيليا و ذلك بفضل أبو الحسن علي بن نافع المعروف بزرياب.وارتبط في بعض الأحيان بالمدائح، وهو لا يتقيد في الصياغة بالأوزان والقوافي، ولم يمتد هذا اللون إلى مصر وبلاد الشام، لكنه استقر ببلاد المغرب العربي.و تختلف طريقة أداء هذا الفن من منطقة إلى أخرى من مناطق المرغب العربي الكبير (ليبيا، تونس، الجزائر) ، حيث كشف اهل الاختصاص الفروقات الكثيرة بين المالوف القسنطيني بالجزائر والمالوف التونسي وحتى المالوف الليبي، حيث لكل منهم طبوعه وقوانينه الخاصة به و تلتقي هذه الأنواع الثلاثة في التسمية فقط حسب ما ذهب إليه بعض الموسيقيين.
و يتفرع المالوف القسنطيني بدوره في هذه
المدينة لعدة طبوع منها العيساوة كذلك ما يعرف بالفقيرات والوصفان. و بأن أوجه
التقارب والاختلاف بين المالوف التونسي ونظيره القسنطيني يلتقيان في التسمية
وفي النصوص فقط لأنها مستمدة من الموشحات أما فيما يخص الطبوع والإيقاعات فالنوبة
التونسية تختلف تماما عن النوبة الجزائرية المعروفة في الشرق الجزائري.كما أن
المالوف القسنطيني يحوي الحركات الخمس للنوبة وهي المصدر البطايحي والدرج
والانصراف والخلاص أما في تونس فهناك تسميات وإيقاعات أخرى حيث أن المالوف في
الشرق الجزائري (قسنطينة) جاء نتيجة اجتهاد محلي لإيجاد طابعه الخاص لأن جغرافيتها
بعيدة نسبيا عن أعرق مدرسة وهي تلمسان التي نشترك معها في بعض الإنصرافات فقط.
أخد المالوف البصمة المغاربية سواء كان في
تونس أو في الجزائر أو في المغرب أو في ليبيا، وأن موسيقى المالوف تتكون مادتها
النظمية من الشعر والموشحات والأزجال والدوبيت والقوما مع ما أضيف لها من لمسات
لحنية أو نظمية محلية جمعت بينها دائرة النغم والإيقاع وما استعير من نصوص وألحان
مشرقية حيث أن النوبة أهم قالب في المالوف على اختلاف موطنه. وقد عكفت وزراة
الثقافة في السنوات السابقة على حفظ النوبات الموجودة على مستوى كل من تلمسان
مدينة الجزائر وقسنطينة وهي مودعة لدى الوزارة الوصية كمرجع يعتمد عليه الموسيقيون
بعدما كانوا يعتمدون في السابق على السمع والتواتر فقط.
إرسال تعليق