إبر الصين العظيمة

واقع وجود الصينيين بالجزائر

قرأت مرة في إحدى الجرائد الوطنية في ملخص حول واردات الجزائر لسنة 2013 ،أن هذا البلد الذي حير العالم في منتصف القرن الماضي بقهره لإحدى أعتى القوى الاستعمارية في ثورة اعتبرت من العجائب السبع أنذاك، بعد تيهان ومحاولات متفرقة ساعدت الفرنسيين على البقاء في البلاد لأزيد من 130 سنة، ...يواصل هذا البلد الغني صنع الحيرة في كل أصقاع العالم بعد 52 سنة من الإستقلال، ومع كل الإمكانيات المادية والبشرية وكل الطاقات والرجال يبقى عاجزا عن صنع "إبرة " ،فالحمد لله الذي أوجد لنا الصين العظيمة لنستوردها منها ومعها المكانس والدبابيس ومختلف المقتنيات، وغير ذلك لما كان الأمر هينا إن تعلق ذلك ببلد أخر . الشعب هو الأخر لم يعد يبالي ويهتم، المهم بالنسبة له الاستمرار في الأكل والشرب وتسيير حياته بالطريقة التي أريد له بها، بل ورضخ هو الأخر بأن اقتنع بفكرة أن هذا الشعب لا يصلح لشيء، ولا يوجد ولن يوجد أي بديل عن هذا الوضع هل محى التاريخ من ذاكرته وذاكرتنا أن أجدادنا كانوا رائدين في صناعة السفن أم تراها وخزات إبر الصين العظيمة أنستنا ذلك. نحن نصنع العجائب حيثما حللنا ومثال ذلك ما حدث البارحة في سويسرا عقب مباراة لكرة قدم. لم أفهم مفارقة أن نحب بلدنا في الخارج أما في الداخل فنحن نتقن فيه كل فنون العجب وعلومه، حيث يطغوا علينا حب الذات وتطفو الأنانية إلى القمم ..ننهب ونكسر ونخرب الممتلكات العامة أن اتيحت لنا الفرصة، أم ربما هي وخزات إبر الصين العظيمة افقدتنا الوعي. ولم نكتفي باستيراد إبر خدرتنا وخزاتها، بل ذهبنا الى استيراد الصينيين أنفسهم لنكتفي نحن بمهمة مشاهدتهم وهم يشيدون منشآتنا وينجزون مشاريعنا وتجاهلنا بذلك أن نعمل بحديث نبينا الأكرم عليه أحسن الصلاة والسلام الذي صدق حدسه النبوي في أن تتحول الصين منارة للعلم، حين حثنا على طلبه ولو في الصين. هل نسينا هذا الحديث أم تراها إبر الصين العظيمة فعلت أفاعيلها بذاكرتنا .

بقلم / شهرزاد حبشي


إرسال تعليق

 
Top