رمضان شهر فلاح ..عند قوم أرباح
ومع النسمات الأولى للشهر الفضيل أعود
لعادتي القديمة المتجددة كل عام والتي لا أعرف كيف أصنفها إن كانت عادة سيئة أم
حميدة بالتطلع بأن يلقن الشعب الجزائري العظيم تجار الشجع والطمع في بلادنا على
كثرتهم درسا في القناعة والإحساس بالغير ،وهم الذين يقضون عامهم في التحرق شوقا
لشهر الرحمة، ليس رغبة جامحة في زيادة رصيدهم من الأجر والثواب ،وإنما تطلع ما
بعده تطلع لاستغلال عدم قدرة الناس على التمنع و يضطرون لتكلف ما لا يطيقون حتى
يجتازون شهرا أحب إلى قلوبهم أن يستمر لكن ما باليد حيلة، فتجار الشجع فرضوا
منطقهم وأجبروا الضعاف على الدعاء للخلاص بأقل الأضرار من أجل الثراء على حسابهم.
لم أكد أعيي باقتراب شهر رمضان حتى
رأيت الأسعار تجهز على فرحة الناس بدنو الشهر الفضيل، ومع ذلك يقاوم البسطاء في
بلادي من أجل التحايل على هذا الواقع المر وتذوق ما تبقى من حلاوة رمضان رغم السنن
الجديدة التي ظهرت في زمن المادة هذا ....ألم يعد للإيثار مكان... ألم يعد للأخوة
معنى. هل فقد رمضان
تأثيره واستسلم هو الأخر ...أم المشكل فينا .. ماذا لو اتحد الناس غنيهم وفقيرهم
وأوقفوا نزيف أموالهم لأسبوع فقط ....هل نموت إن أفطرنا على الخبز والماء أسبوع؟ نصحني
أحد أقاربي نصيحة بالتوقف عن أضغاث الأحلام هذه، فحسبه بلوغ الشمس ممكن ولن يتحقق
ما أحلم به فكرت واقتنعت أخيرا بضرورة العمل بنصيحته بعد أن وجدت نفسي الوحيدة
التي تبحر في هذا الاتجاه من الأحلام .
بقلم / شهرزاد حبشي
إرسال تعليق