النحاس القسنطيني ... عادات تأصلت و أخرى اختفت مع  الزمن 


    أصبحت مادة النحاس  تصنف ضمن تراثها الثقافي و الحضاري وقد ورثها القسنطنيون عن العثمانيين ثم أخذت هاته الحرفة تتطور  أبا عن جد حيث تم تخصيص حي لها و هو شارع رحماني عاشور حي باردو سابقا أسفل وسط مدينة قسنطينة ، و يعد النحاس القسنطيني من أشهر  الصناعات على المستوى الدولي .حيث يستخدم الحرفيين فيه  أشكالا و ألوانا متعددة في صناعتهم للنحاس و يشكلون أدوات للزينة و اخرى كأدوات للطعام كالصينية ، المحبس ، المرش ،  السكرية والقصعة ، الكيروانة  ، السطل البلدي و الوضاية و غيرها و التي كان في وقت غير بعيد يستوجب على العروس أخذها معها إلى بيت الزوجية .و لهاته المواد بعدا جماليا يتمثل في الأشكال المختلفة التي يشكل بها ناهيك عن  البعد الصحي المتمثل في معدن النحاس مقارنة بالمعادن الأخرى.

بودينار الحاسن رئيس  جمعية " فن النحاس " لولاية قسنطنة
قسنطينة الرائدة وطنيا و مغاربيا  في النحاس بشهادة خبراء أوروبيين

حسب الحرفي  الحاسن بودينار فإن حرفة النحاس دخلت إلى قسنطينة عن طريق العثمانيين في القديم و هناك من يقول أنها دخلت عن طريق الرومانيين و تؤكدها الأواني الرومانية التي دخلت إلى الجزائر في القديم . و قد توارتتها الاجيال ابا عن جد وحسب رئيس الجمعية السيد بودينار فإنه يوجد على مستوى غرفة الصناعات التقليدية والحرف حوالي 132  حرفي و 200 حرفي في السوق الموازية بعد أن كان هناك 5000 حرفي في النحاس في سنوات السبعينات كما تحدث رئيس الجمعية عن مشكل النحاس بقسنطينة والمتمثل أساسا في التسويق و غياب المحلات التي منعتهم  من تطوير حرفتهم في انتظار تجسيد القرية الحرفية السياحية  بالثكنة العسكرية بالقصبة كما أن مشكل التسويق يعرقل من عمل الحرفيين حيث يوجد سوق واحد فقط وهو في حي باردو و آخر خاص بالغرفة في شارع  عبان رمضان، و أضاف عمي الحاسن أن قسنطينة تعتبر عاصمة النحاس والرائدة على المستوى الوطني والمغرب العربي بشهادة خبراء من الاتحاد الأوروبي حيث عمدت الغرفة إلى تكوين حوالي 20 حرفي من عدة ولايات كباتنة ، بجاية ، سطيف و الطارف و غيرها وتقديم شهادات حرفية لهم في فن النحاس كما تعتزم ذات الغرفة إلى تكوين 40 شخص آخر من ولايات الوطن من أجل ترسيخ هاته الحرفة وتطويرها عبر ولايات الجمهورية .

عمي الحاسن يشيد يدور أساتذة النحاس بعد الاستقلال

   يعتبر عمي الحاسن حرفي منذ 1969  و بالتالي لديه 44  سنة خبرة في ميدان النحاس تكون في مركز خاص بشارع زعموش بمحطة باب القنطرة مباشرة بعد الاستقلال على يد اساتذة اكفاء كمحمد بن دالي،  محمد بن شاقر ، معمري خميسي ،  بشير بوغابة و غيرهم حيث كانوا حرفيين بحي باردو المعروف بالرمبلي وهو حي خاص بالنحاسين و المنتوجات النحاسية ومشهور لدى جميع القسنطينيين وحتى الوافدين  من ولايات أخرى .

أدوات النحاسين و العمليات المختلفة لتشكيل المنتوجات النحاسية

و قد عرفنا الحرفي عبد الغاني مغني على بعض الأدوات المستعملة من طرف النحاسين  كالمطرقة ، المدور ، الحروف و الأشكال ، و الزبر  وهو السندان ، مقطع خياطة وهو الخاص بتشكيل الحروف ، الطيفور وهي عملية إنجاز السينية  بسرعة من أجل بيعها في السوق على عكس الظفرة وهي عملية تشكيل النحاس  بجودة عالية يستعمل فيها النحاس خشين و تشكل المنتوجات وفق موديل معين ، منفخ الكير وهو أداة لإشعال النار تحت الفحم من أجل الكي وتدخل أيضا في عملية صنع النحاس ،  مقص بوخرصة والذي سمي بهذا الإسم لوجود خرصة به .
التحرير     
Next
رسالة أحدث
Previous
This is the last post.

إرسال تعليق

  1. سلام عليكم اريد رقم هاتف صاحب المحل او الفيسبوك اريد صنع اغراض خاصة .
    جزاك الله خير علما انا من المسيلة

    ردحذف

 
Top